تعليق مفتي الجمهورية على الهجوم الذي يتعرض له "البخاري"
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إنه لا قداسة لأحد، ولا عصمة لأحد إلا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، والأنبياء جميعًا، مؤكدًا أن كل قول يؤخذ به ويرد إلا قول رسول الله.
وأضاف "علام"، خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامجه "نظرة"، المذاع على فضائية "صدى البلد" مساء اليوم الجمعة، أن كل إنسان على وجه الأرض عرضة للصواب والخطأ، ولكن نحن الآن في عصر الحوكمة؛ أي يتم وضع عدة معايير لقياس مدى صحة الأشياء.
وأوضح مفتي الديار المصرية، أن صحيح البخاري به حوكمة تجعلنا نصدق ما جاء فيه، وتجعلنا مطئنين لما ورد فيه.
وعلق على الهجمة التي شُنت على البخاري، قائلًا: "ينبغي النظر إلى كل الأفكار التي تطرح على هذه القضية؛ لأنها لم تكون المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، ويجب أن ننظر إلى كل فكر يتم طرحه"، لافتًا إلى أن المسلمين منفتحين على كل العالم، وأن الهجوم على البخاري حلقة من حلقات التاريخ ويجب أن نقف عند كل فكر يطرح.
في حين أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء رئيس جامعة الأزهر الأسبق، في تصريحات سابقة، أن صحيح الإمام البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، يليله صحيح الإمام مسلم واتفق بالإجماع على صحيح البخاري ومسلم هما الصحيحان اللذان تلقتهما الأمة بالقبول.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء، خلال لقائه برنامج «أحاديث الفتنة» المذاع على فضائية «TEN»، أنه من بين كتب الأحاديث الصحيحة مسند الإمام أحمد الذي جمع فيه 40 ألف حديثا بالمكرر، حتى أنه أوصى ابنه قبل وفاته بأن يحتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إماما إذا اختلفوا في أمر رجعوا فوجدوه فيه.
وأشار إلى أن العلماء تنافسوا عبر العصور خاصة بعد حركة التدوين في عهد عمر بن عبدالعزيز، حتى توالت كتب المسانيد وكتب الصحاح وكتب السنن للحفاظ على السنة النبوية وتدوينها.
وأوضح أن السنة النبوية تعرضت لمحاولات من الدس ووضع الأحاديث من قبل أعداء الأمة الإسلامية وأصحاب الملل الأخرى الذين حاولوا الوضع والدس.
كما أكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن العلماء اختلفوا حول حكم رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى، حتى أن بعضهم منع رواية الأحاديث بالمعنى ولا بد من روايتها باللفظ الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم استنادا لقول الرسول: "نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها"، في حين أن البعض الأخر أجاز رواية الأحاديث بالمعنى لكن بشروط.
وأضاف "هاشم" خلال لقائه مع فضائية «Ten»، أن الإمام البخاري جمع في بداية كتابته لصحيح البخاري 600 ألف حديث كلها صحيحة ولا غبار عليها، ولا مطعن فيها، حتى أنه اصطفى منها أقواها وما كان على شرطه بعدما اشترط شروطا دقيقة حول رواة الأحاديث، حتى انه لم يكتفي في أن يكون الراوي قد عاصر النبي صلى الله عليه وسلم لكنه اشترط أن يكون قد التقى بالنبي وسمع منه وتحدث معه.
وأشار إلى أن الإمام البخاري اختار من بين الـ 600 ألف حديث عدد 2000 حديث او 6000 حديث فقط من بينها أحاديث مكررة للاستشهاد بها في أبواب من صحيحه بعضها عن نفس الرواة وبعضها عن طريق رواة أخرون.